تفسير سفر المكابيين الثاني - المقدمة
أسفار المكابيين الأول والثاني لهما أهمية تاريخية كبيرة إذ هما يربطان بين أسفار العهد القديم كما وردت في نسخة بيروت (التي جمعها عزرا) وبين العهد الجديد.
ملخص تاريخي للعهد القديم
تكونت مملكة إسرائيل أولاً بيد شاول الملك. ولكن أخذت شكلها كدولة وإتسعت وإستقرت على يد داود الملك حوالي 1000سنة ق.م. وإستمرت في إستقرارها وإزدهارها أيام سليمان الملك. ثم إنشقت إلى مملكتين أيام رحبعام إبن سليمان. والمملكتين هما:
1. إسرائيل وهي مملكة العشرة أسباط وعاصمتها الشهيرة هي السامرة.
2. يهوذا وهي مملكة السبطين (يهوذا وبنيامين) وعاصمتها أورشليم.
ونتيجة الممارسات الخاطئة لمملكة إسرائيل، إذ عمل لهم أول ملوك إسرائيل، يربعام بن نباط، هياكل للعبادة غير هيكل الرب في أورشليم، أن دخلت الوثنية سريعاً إلى مملكة إسرائيل وذهبت للسبي بيد مملكة أشور سنة 722ق.م. وكان أن أخذ ملك أشور معظم شعب إسرائيل وشتتهم في أنحاء دولة أشور، وأسكن بعض القبائل الوثنية في أرض إسرائيل وذلك لإضعاف الروح الوطنية لليهود فلا يثوروا عليه مطالبين بالحرية.
وإستمرت مملكة يهوذا بعد ذلك فترة ونتيجة شرورها هي الأخرى ذهبت إلى سبي بابل سنة 586ق.م.
وعند قيام دولة الفرس على أنقاض مملكة بابل سنة 536ق.م. بيد كورش الملك الفارسي سمح بعودة اليهود إلى بلادهم وبناء هيكلهم لكن لا يملك عليهم ملك منهم، بل والٍ من قبل الملك الفارسي. وهنا عاد بعض اليهود من يهوذا وبعض اليهود من باقي الأسباط وصاروا شعباً واحداً وذلك حتى جاء حكم اليونان.
إبتداء من سقوط أورشليم على يد نبوخذ نصر وحتى حكم المكابيين فلقد إستمر البابليين أولاً ثم الفرس، ثم اليونان هم الذين يحكمون أورشليم واليهود عن طريق ولادة يعينهم الملوك الأجانب في هذه الفترات تعاظمت وظيفة رئيس الكهنة اليهودي حتى صار ليس فقط زعيماً دينياً بل أيضاً سياسياً، ولنفوذه صار بعض رؤساء الكهنة أثرياء، فصار هناك صراع على هذه الوظيفة، وصار المستعمرون يبيعون هذه الوظيفة لمن يدفع أكثر. وكان هذا حادثاً بالذات إبان الحكم اليوناني.
وإبتداء من التشتت الذي حدث في سبي أشور ثم سبي بابل صار لليهود جاليات كبيرة في كل مكان. ومع الحكم اليوناني لمعظم العالم، تكلم العالم كله اللغة اليونانية، وترجمة التوراة إلى اللغة اليونانية فيما يعرف بالترجمة السبعينية.
الحكم اليوناني:
بدأت الإمبراطورية اليونانية حقيقة على يد الإسكندر الأكبر ذو الشخصية العظيمة الذي إستطاع في سنوات قليلة إخضاع الإمبراطورية الفارسية ومعظم العالم المعروف حتى مصر جنوباً ووصل إلى الهند. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). ومات أثناء عودته وهو في سن الثالثة والثلاثين. وتولى قادة جيشه الكبار حكم هذه الإمبراطورية الواسعة، بأن قسموها على أنفسهم إلى أربعة أقسام هي [1] مقدونية وبلاد اليونان [2] ثراكية وما حولها [3] مصر وما في إفريقيا [4] سورية وفينيقية.
وإستمر هؤلاء القادة في صراع مستمر وحروب مستمرة. وما يهمنا أن الحكم في مصر إستقر للبطالسة نسل القائد بطليموس والحكم في سورية إستقر للسلوكيين نسل سلوكس. وهؤلاء ظلوا في حروب مستمرة يتنافسوا فيها على ضم أرض اليهود. فتجد اليهود لفترة خاضعين لبطلميوس وفترة أخرى لسلوكس. ويسمى سفر المكابيين السنة التي تولي فيها سلوكس الحكم في سوريا وبابل تاريخ دولة اليونان وهي سنة 312ق.م.
مثال: جاء في (1مك11:1) أن أنطيوخس ابيفانيوس أو أنطيوخس الشهير، وهو أكثر من إضطهد اليهود وأساء إلى الهيكل في أورشليم، بدأ حكمه في السنة المائة السابعة والثلاثين من دولة اليونان أي بعد تولي سلوكس حكم سوريا وبابل وقيام دولة السلوكيين بمائة وسبعة وثلاثين سنة. فيصبح تاريخ تولي هذا الملك 312-137=175 ق.م.
رؤساء الكهنة في تلك الفترة:
كانوا يدبرون الأمور الداخلية للبلاد وصار رئيس الكهنة كأنه زعيم سياسي للأمة بالإضافة إلى مركزه الديني. وكان منهم أشخاص عظماء مثل سمعان البار الذي مدحه يشوع بن سيراخ كثيراً. ولكن كان هناك من إشترى هذه الوظيفة من الحكام اليونانيين مثل ياسون ومنلاوس الذي دفع أكثر فإغتصب الرئاسة من ياسون الذي كان قد دفع أقل.
القوى الأساسية التي ورثت مملكة الإسكندر:
دارت معارك كثيرة بين قادة جيش الإسكندر وخلفائهم ثم إستقرت ثلاث قوى عظمى في مملكة الإسكندر وهي بطالمة مصر والسلوكيين في سورية وعائلة انتيجونوس في مقدونية، وكان هناك صراع مستمر بينهم على السلطة. وفي القرن الثالث قبل الميلاد كان الصراع بين السلوكيين والأنتيجونيين من جهة والبطالمة من جهة أخرى. وفي بعض الأحيان إحتل البطالمة سورية.
الثقافة اليونانية:
إنتشرت اللغة والثقافة اليونانية بين اليهود، حتى أنه صار من المعتاد أن يكون لكل شخص إسمان أحدهما عبري والآخر يوناني (شاول، بولس- سمعان/ بطرس- يوحنا/ مرقس..). وكرد على هذا قامت مجموعة تحتج على هذا هي شيعة "الأرثوذكسية اليهودية وهي تنقسم إلى قسمين:
1. الأسينيين ويمثلون الجزء المتطرف.
2. الحسيديم (الأتقياء) وهم الجناح المعتدل.
وقام هؤلاء بالدفاع عن الشريعة والتقاليد، بعد أن أساء إليها الموالين للحضارة اليونانية. عموماً كان الحال مقبولاً بين اليونانيين واليهود حتى جاء أنطيوخس إبيفانيوس (الرابع). وقبل هذا كان اليونان يعاملون اليهود بالرأفة بل يعفون أعضاء السنهدريم والكهنة والكتبة والمرنمين الدينيين من الضراب.
اليهود تحت حكم أنطيوخس أبيفانيوس (الرابع):
أبيفانيوس أي اللامع ومن شده إضطهاده لليهود تلاعبوا بالإسم وجعلوه إبيمانس أي المجنون. فهو دنس الهيكل، وإضطهد اليهود إضطهاداً شديداً. وهذا كان قد قضى 12سنة كرهينة في روما إثر حرب بين والده وبين الرومان.
وفي بداية حكمه كان رئيس الكهنة هو أونيا من الكهنة المحافظين. وكان أخوه يدعي ياسون مناصراً لحركة "أغرقة اليهودية" أي صبغها بصبغة يونانية. وهذا الياسون حصل عن طريق الرشوة بوظيفة رئاسة الكهنوت، ولكن المتدينين شعروا أن هذه خطية، أن يشتري أحداً هذه الوظيفة بالمال، ولكن أنطيوخس شعر أن هذا من حقه طالما أن رئيس الكهنة له دور سياسي. ومن هنا نشأ الصراع بين فرقة الحسيديم والمتأغرقين (الحزب اليوناني)، وكان هذا بداية للثورة المكابية. ثم عين الملك منلاوس بدلاً من ياسون إذ دفع رشوة أكبر وطبعاً رفضه الحسيديم. وإتهم منلاوس هذا بسرقة أقداس الهيكل (2مك39:4-42).
وقام الحزب اليوناني بمناصرة أنطيوخس ليساندهم بالتالي، فإشتعلت نار العداوة بين الفريقين. فلقد قام ياسون ببناء جيمنازيوم في أورشليم يتدرب فيه اليهود وهم عرايا حسب عادات اليونان. وإعتبر الحزب اليوناني اليهود الأرثوذكس رجعيين إذ لم يقبلوا بهذا وإنهزم أنطيوخس أمام الرومان فساءت حالته النفسية، فحاول إخضاع اليهود للعادات اليونانية بالقوة. مستخدماً فلاسفة اليونان للتعليم/ حول إله إسرائيل ليصبح جوبيتر/ أمر بإتباع كل الطقوس الوثنية/ عمل تماثيل له هو شخصياً وضعها على المذبح/ عمل تمثالاً للإله زيوس وضعه على مذبح النحاس سنة 167ق.م. وهذا ما أسماه دانيال النبي "رجسة الخراب" (دا 31:11،32) / مارس الجنود الوثنيون شعائرهم النجسة في الهيكل من سكر وعربدة وخلاعة/ ذبحوا خنازير على المذبح/ حرم اليهود من إقامة شعائرهم مثل السبت والختان ومن يرفض يقتل ويعذب حتى الموت/ إتلاف كل نسخ التوراة، طبخ خنزيرة وسكب المرق فوق المذبح.
الثورة المكابية:
جماعة من الأتقياء رفضوا هذه الخطايا وهذا الإستهتار ببيت الله وشعب الله. بدأ هذه الثورة كاهن يدعى "متتيا" نشأ في قرية تدعى مودين قرب اللد وهو عميد عائلة تسمى عائلة حشمون. لذلك سمى السفر أولاً "سفر الحشمونيين". ويطلق يوسيفوس إسم حشمون على عائلة متتيا على أنه الجد الأكبر له. وإسم حشمون نجده في (يش27:15) فلربما كانت حشمون هذه هي موطن أصلي للعائلة. وفي (1مك1:2) نجد متتيا هذا من نسل يهوياريب أحد رؤساء الفرق الأربعة المخصصين للخدمة في القدس (1أخ7:24) فهو نسل كهنوتي. وكان له خمسة بنين أشهرهم هو يهوذا. وأصل تسمية المكابيين غير معروف بدقة ولكن هناك إحتمالين:
1. مأخوذة من كلمة (مكبي) وهي كلمة من أربعة حروف، كل حرف منها هو بداية كلمة معينة والكلمات الأربعة هي (مي- كاموخا- باليم- يهوه) وتفسيرها (من مثلك بين الأقوياء يا الله). وهذا هو الرأي الأرجح فقد طبع المكابيون هذه الحروف على سيوفهم وتروسهم (م.ك.ب.ى).
2. كان يهوذا أشهر أولاد الكاهن متتيا ولقوته أسموه "مكبة" أي مطرقة. ومن إسم مكبة إشتق إسم المكابيين (راجع قض21:4) فكلمة الميتدة هي كلمة مكبة بالعبرية.
وأول من أسمى الأسفار بأسفار المكابيين كان يوسيفوس.
وبداية ثورة المكابيين كانت من متتيا عندما طلبوا منه تقديم ذبائح للأوثان، فلم يكتفي بأن يمتنع بل قتل من فعل هذا وقتل رسول الملك الذي طلب من الشعب تقديم ذبائح للأوثان. ثم نادى في غيرة مقدسة الشعب أن يجتمع حوله في الجبال والمغائر لينظموا مقاومة ضد الحكم اليوناني وإنضم إليه كثيرين. إلا أن كثيرين أيضاً إنضموا لأنطيوخس. وكان هناك شهداء كثيرين في هذه الفترة، ونجد بعضهم تحتفل له الكنيسة في السنكسار كشهداء مسيحيين، تحت يوم (8مسرى) وقامت مجموعة متتيا بالهجوم على الضباط اليونان ومعهم أعضاء الحزب اليوناني. وكان أبناء متتيا الخمسة هم يوحنا وسمعان ويهوذا وألعازار ويوناثان. وعندما مات متتيا خلفه يهوذا إبنه وهذا حقق إنتصارات كثيرة. وسفر المكابيين الثاني يتحدث بتفصيل عن يهوذا فقط
. بينما أن سفر المكابيين الأول يتحدث عن يهوذا وعن إخوته. وهزم يهوذا القائدين اليونانيين أبولونيوس وليسياس ثم فتح أورشليم. ومن قواد ليسياس نكانور وجرجياس. وهرب من أمامه منلاوس الموالي لليونانيين (وكان هو رئيس الكهنة في ذلك الوقت). وطهروا المذبح وجعلوا هذا اليوم عيداً بإسم "عيد التجديد" ويسمى أيضاً عيد الحانوكا أو عيد الأنوار.
ثم هزم ليسياس اليهود ولكن لإنشغاله بحروب في إنطاكية ترك اليهود وعقد معاهدة صلح معهم. ومات أنطيوخس إبيفانوس في هذه السنة وملك مكانه أنطيوخس الخامس (164-162ق.م.) وكانت أيامه أيام هدوء.
وبدأت حرب أهلية بين حزب اليونان والحسيديين (التقاة). وحاول رئيس الكهنة ألكيمس (إلياقيم) الإستعانة باليونان، فأعانوه، ولأن كثير من اليهود إنحازوا لليونان فقتل يهوذا في المعركة بعد أن كان قد غلب اليونانيين بقيادة نكانور بل قتل نكانور. لكن لتخلي الشعب عنه وإنضامهم لليونان لم يبق معه سوى 800رجل فقتل. وكان يهوذا قد حاول أن يعقد معاهدة صداقة مع الرومان، ولكنه مات قبل أن يعود رسله إليه.
وجاء يوناثان مكان يهوذا أخيه. وبعد قتل نكانور أصبح بكيديس والياً على البلاد من قبل السلوكيين وكان ألكيمس يساعده. ولكن عاد الثوار بقيادة يوناثان وإستردوا قوتهم فعقد معهم بكيديس معاهدة صلح. وكان يوناثان يميل للدبلوماسية أكثر من الحرب فعقد معاهدات مع إسبرطة ومع روما. ووقف بجانب الإسكندر المطالب بعرش سوريا ضد ديمتريوس والي سوريا عندما ثارت الحرب بينهما. وكان يوناثان هذا حاكماً ورئيساً للكهنة بعد موت ألكيمس.
وبعد مدة من التحالف مع الإسكندر مات الإسكندر. ولكن وُجِدَ تحالف جديد بين يوناثان وديمتريوس، ثم إنقلب ديمتريوس عليه وتحالف مع تريفون إبن الإسكندر وخدع تريفون يوناثان وقتله سنة 143ق.م. وجاء مكانه سمعان.
حينما تولى سمعان مكان يوناثان سنة 143ق.م كانت اليهودية حرة تماماً. وكانت سوريا تتنازعها قوتان. الأولى تناصر ديمتريوس بينما الأخرى تؤيد أنطيوخس السادس الذي كان صبياً تحت وصاية تريفون. وقام تريفون بعزل أنطيوخس. وفي أيامه صدر قانون بأن تصبح رئاسة الكهنوت وراثة في عائلة المكابيين (الحشمونيين). وسمعان هذا طهر البلاد من كل أثار الوثنية، وفتح حصن أكرا وأخرج منه الجنود الوثنيون. وحاول أنطيوخس السابع (خليفة ديمتريوس الثاني المأسور) سلب اليهود البلاد التي إستولوا عليها خارج حدودهم. وهزمه سمعان لكن قام زوج إبنة سمعان بقتله وذلك طمعاً في مكانه، وإستطاع إبنه يوحنا أن يهرب ليعود ويحل محله في الولاية والكهنوت بإسم يوحنا هركانوس.
الأسرة الحشمونية
1- يوحنا هركانوس
كانت سوريا في أيامه قوية وكان موالياً لها. بدأ الحزب اليوناني في التخلي عن الأفكار اليونانية وسموا أنفسهم الصدوقيين. وخرج الفريسيين من الحزب الحسيدي. عقد هركانوس إتفاقية مع الرومان سنة 127ق.م. وراح يحتل المدن حوله، وأخضع السامرة ودمر هيكل جرزيم وصك عملة بإسمه (هذه كانت أول مرة) ومات سنة 104ق.م. وهو أجبر الأدوميين على التهود وختنهم. هو أوصى بالعرش لأمه، وبرئاسة الكهنوت لإبنه أرسطوبولوس.
2- أرسطوبولس الأول
إسمه الحقيقي يهوذا وفضل الإسم اليوناني. رفض وصاية أمه عليه كرغبة أبيه فوضعها في السجن إلى أن ماتت جوعاً وهكذا مع إخوته. هَوَّدَ الجليليين بالقوة. إستمر سنة في حكمه وهو أول من دعى ملكاً من المكابيين.
3- الإسكندر جنايوس
لإهماله في واجبه الكهنوتي قذفه الشعب بالسعف وبعض الثمار فأمر بقتل اليهود في الهيكل فكرهوه. حارب العرب فهزموه ورفضه الشعب فإستعان على الشعب بالمرتزقة، فإستعان الشعب بديمتريوس الثالث (سنة 88ق.م.) وهذا قام بهزيمة الإسكندر فهرب للجبال. ثم عاد وسفك دماً بشراسة ومات سنة 76ق.م. وعند موته تاب عن أعماله وأوصى زوجته بأن تهادن الفريسيين الذين كان قد صلب 800منهم وذبح زوجاتهم وأولادهم أمامهم وهم مصلوبين.
4- ألكسندرا
تولت الملك وعمرها 70سنة وتولى إبنها هركانوس رياسة الكهنوت وأخوه قيادة الجيش وعندما ماتت قام صراع شديد بين الفريسيين والصدوقيين.
5- ارسطوبولس الثاني
بدأ حكمه بصراع بينه وبين هركانوس أخوه وكون كل منهما جيشاً وتحاربا فهُزم هركانوس فأجبره أرسطوبولس على التنازل عن الملك والكهنوت له. وكان أنتيباتر الأدومي (أبو هيرودس الكبير) متعاطفاً مع هركانوس وكان من أتباع هركانوس أولاً، فتحالف مع أريتاس (الحارث) العربي وهزما أرسطوبولس. وجاء بومبي الروماني فإنحاز لأرسطوبولس وهزم أعداءه. وفي سنة 63 وصل بومبي لهم فإحتكم له الأخوان فإنحاز هذه المرة لهركانوس وطرد أرسطوبولوس وفتح أورشليم وذبح من أهلها 12.000 وصارت اليهودية ولاية رومانية تدفع الجزية. وإكتفى هركانوس برياسة الكهنوت وكان أنتيباتر هو المدبر الفعلي لهركانوس. وكان أنتيباتر والياً على أدومية وبدهائه ولاة الرومان على كل اليهودية وأدومية.
6- هيرودس الكبير
هو إبن أنتيباتر ولقد ورث الحكم من هركانوس بعد أن حاصر أورشليم وأسقطها. وحينما حكم هيرودس الأدومي أورشليم وولد المسيح في أيامه تحققت نبوة يعقوب عن المسيح "لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون (إشارة للمسيح) (تك10:49). فكان هيرودس هو الذي يحكم ويشترع لليهود وليس اليهود أنفسهم.
رؤساء يهوذا المكابيين
1) متاثياس (متتيا)
2) يهوذا إبنه
3) يوناثان أخو يهوذا
4) سمعان أخو يهوذا
5) يوحنا هركانوس إبن سمعان (الأول) 167ق.م.
166ق.م.
160ق.م.
143ق.م.
134ق.م.
ملوك المكابيين
6) أريستوبولس الأول إبن هركانوس
7) الإسكندر جانيوس أخو إريستوبولس
8 ) ألكسندره إمرأته
9) هركانوس الثاني إبن جانيوس
10) اريسطوبولوس الثاني إبن جانيوس
11) هركانوس الثاني أيضاً (بواسطة الرومان)
12) انتيجونوس إبن اريسطوبولس الثاني
13) هيرودس الكبير 105ق.م.
104ق.م.
77ق.م.
69ق.م.
67ق.م.
63ق.م.
37ق.م.
37ق.م.
ومن هذا التاريخ صارت اليهودية ولاية رومانية حتى سنة 70م حين دمر الرومان أورشليم
حتى سنة 4 ق.م حين ولد السيد المسيح.
خلفاء الإسكندر الأكبر
أ- السلوكيين:- واليهودية خضعت لهم أغلب الوقت (ملوك سورية)
1) سلوكس الأول (نكانور)
2) أنطيوخس الأول (سوتير)
3) أنطيوخس الثاني (ثيؤس)
4) سلوكس الثاني (جالينيكوس)
5) سلوكس الثالث (كيرانوس)
6) أنطيوخس الثالث (الكبير)
7) سلوكس الرابع (فيلوباتير)
8 ) أنطيوخس الرابع (أبيفانيوس)
9) أنطيوخس الخامس (أوباطور)
10) ديمتريوس الأول
11) الإسكندر الأول (بالاس)
12) ديمتريوس الثاني
13) أنطيوخس السادس
14) أنطيخوس السابع 312ق.م.
281ق.م.
261ق.م.
246ق.م.
226ق.م.
223ق.م.
187ق.م.
176ق.م.
164ق.م.
162ق.م.
153ق.م.
145-140ق.م.
129-125ق.م.
143-141ق.م.
139-129ق.م.
(فترة حكم أولى)
(فترة حكم ثانية)
ب- البطالمة (مصر) خضعت لهم اليهودية بعض الوقت
1) بطليموس الأول (سوتير)
2) بطليموس الثاني (فيلادلفوس)
3) بطليموس الثالث (أورجيتس)
4) بطليموس الرابع (فيلوباتور)
5) بطليموس الخامس (أبيفانس)
6) بطليموس السادس (فيلوماتور)
7) بطليموس السابع (أوباطور)
8 ) بطليموس الثامن
9) بطليموس التاسع (سوتير الثاني) 323-282ق.م.
284-246ق.م.
246-222ق.م.
222-205ق.م.
204-180ق.م.
180-146ق.م.
145ق.م.
145-116ق.م.
116-110ق.م.
88-80ق.م.
(فترة أولى)
(فترة ثانية)
10) بطليموس الحادي عشر (الإسكندر الثاني) إغتيل ولم يستمر في الحكم سوى 19يوماً
11) بطليموس الثاني عشر (أوليتس)
12) كليوباترا السابعة 80-51ق.م.
50-30ق.م.
رؤساء الكهنة في العصر المكابي
أونيا (حونيا) الأول
سمعان الأول البار (إبن أونيا)
أونيا الثاني إبن سمعان الأول
سمعان الثاني إبن أونيا الثاني
أونيا الثالث إبن سمعان
ياسون شقيق أونيا الثالث
منلاوس
الكيمس (إلياقيم) 323-300
مات سنة 219
219-196
196-174
174-171
171-162
162-159 وعاصر سلوكس الأول نكانور وأنطيوخس الأول
وعاصر سلوكس الأول نكانور وأنطيوخس الأول
وعاصر سلوكس الثاني والثالث.
وعاصر أنطيوخس الثالث الكبير
وعاصر سلوكس الرابع فيلوباتور
وعاصر أنطيوخس إبيفانيوس
وعاصر أنطيوخس أبيفانيوس
وعاصر أنطيوخس الخامس وديمتريوس الأول
ثم تحولت رئاسة الكهنوت إلى المكابيين
يوناثان المكابي
سمعان المكابي
يوحنا هركانوس 152-142
142-134
134-104 وعاصر ديمتريوس الثاني
وعاصر أنطيوخس السادس وتريفون
وعاصر أنطيوخس السابع وديمتريوس الثاني
• سفر المكابيين الثاني هو ملخص لخمسة كتب كتبها شخص يُسمى ياسون القيرواني (2مك24:2) وهو يهودي سكندري. ولكن الشخص الذي قام بالتلخيص مجهول.
• يغطى سفر المكابيين الأول الفترة الزمنية ما بين مُلك أنطيوخس سنة 175 وموت سمعان سنة 135ق.م. أما سفر المكابيين الثاني فيغطي الفترة من حوالي سنة 175 إلى سنة 160ق.م. وسفر المكابيين الثاني ليس ملخصاً للأول ولكنه سفر مستقل يذكر بالتفصيل أعمال يهوذا المكابي بالذات. ويرجح أن السفر الأول كتب بأوامر من يوحنا هركانوس لتخليد ذكرى بطولات عائلته من المكابيين.
• يرجح أن السفر الأول كتب ما بين سنة 110- سنة80 ق.م. أما الثاني فقد كتب حوالي سنة 40ق.م.
• يرجح أن أسفار المكابيين كتبت أولاً باللغة العبرية، لوجود مصطلحات عبرية بهما. ولكن الأصل العبري مفقود.
• إعترفت مجامع كثيرة بقانونية السفرين وكذلك العديد من الآباء، كما وردت في قوانين الرسل الأطهار أنه يجب قبولها ضمن أسفار العهد القديم.
أسفار المكابيين والنبوات:
1. (1مك1:1-10) نرى هنا غزو الإسكندر للعالم وهذا ما تنبأ عنه دانيال (3:11،4 + 5:8،
.
2. (1مك17:1-22 + 2مك1:5،11) نرى فيها الحروب بين ملوك الشمال (سوريا) وملوك الجنوب (مصر) وهذه تنبأ عنها دانيال (10:11-12،15،16)
3. (2مك7:3،24) عن إرسال الملك رسول ليجلب الجزية فصرعته قوة الله هو ومن معه وهذه تنبأ عنها دانيال (20:11).
4. خروج أنطيوخس أبيفانيوس (1مك11:1 + 2مك7:4) وهذه تنبأ عنها دانيال (21:11). وعن تعظيم هذا الملك (2مك21:5+ 2مك8:9،10) وقارن مع (دا 36:11)
5. (1مك57:1) عن رجسة الخراب التي قال عنها دانيال (31:11)
6. ظهور حزب اليونانيين المنحرفين، وظهور الحسيديين (1مك42:2 + 2مك10:4-15 + 1مك12:1-16) وتنبأ دانيال عن هذا (32:11،33).
توجد بعض الإعتراضات:
1. في (1مك16:6) نجد أن أنطيوخس إبيفانيوس مات في سنة 149 من تاريخ دولة اليونان. بينما في (2مك21:11) نجد أنه مات في السنة 148 فكيف ذلك؟ كان السلوكيين يبدأون تقويمهم من شهر نيسان (وهذا ما إتبعه سفر المكابين الأول). أما الكلدانيين يبدأون تقويمهم من شهر أيلول، فيكون الفرق سنة.
2. وردت 3راويات عن موت أنطيوخس أبيفانيوس في (1مك1:6-16، 2مك9، 2مك13:1-17) ففي (2مك13:1-17) نجد أن أنطيوخس يقتل داخل هيكل بحيلة من كهنة النناية، والواضع أن هذه الرواية هي عن ضباط أنطيوخس إذ لا يعقل أن الكاتب يفرد إصحاحاً كاملاً هو (2مك9) عن موت أنطيوخس ناسياص أنه ذكر أنه مات من قبل في (2مك13:1-17). والفرق بين روايتي (1مك1:6-16) ، (2مك9) هي في المكان فأحدهما يذكر ألمايس والآخر برسابوليس. ولكن كلمة ألمايس هي صيغة للإسم عيلام في بلاد فارس. وما قيل في (2مك13:1-17) هو مجرد خدعة لبعض جنود وضباط أنطيوخس فرح بها الشعب العيلامي وقالوا إنتصرنا على أنطيوخس. وكانت المكابيين هنا يردد القصة الشعبية التي قالها الفرس كما سمعها.وهناك تفسير أوقع أن أنطيوخس الذي قتله كهنة النناية هو الثالث أو الكبير والد أنطيوخس أبيفانيوس.
3. لماذا لم يشر سفر المكابيين الأول لإسم الله بل يقول إله السماء أو السماء؟ هذه عادة يهودية فما كانوا يذكرون إسم يهوه أو إلوهيم خوفاً من الإسم الذي يقدسونه. ولقد إستبدلوا إسم يهوه بقولهم إدوناي أو الرب..
4. هناك إعتراض أن بعض الأحداث ليست في مكانها التاريخي، وهذه نجدها في أماكن أخرى في الكتاب المقدس، فالكتاب المقدس ليس كتاباً تاريخياً.